کد مطلب:71235 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:171

تساقط الأقنعة











ولعل الإنجاز الأهم هنا هو: أنه [صلی الله علیه وآله] قد استطاع أن یكشف زیف المزیفین، وخداع الماكرین، ویعریهم أمام الناس، حتی عرفهم كل أحد، وبأسلوب یستطیع الناس جمیعاً علی اختلاف مستویاتهم، وحالاتهم، ودرجاتهم فی الفكر، وفی الوعی، وفی السن، وفی الموقع، وفی غیر ذلك من أمور، أن یدركوه ویفهموه..

فقد رأی الجمیع: أن هؤلاء الذین یدَّعون: أنهم یوقرون رسول الله ویتبركون بفضل وضوئه، وببصاقه، وحتی بنخامته، وأنهم یعملون بالتوجیهات الإلهیة التی تقول:

{لا تُقَدِّمُوا بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ}[1] .

{لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِیِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ}[2] .

[صفحه 101]

{مَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا}[3] .

{أَطِیعُواْ اللّهَ وَأَطِیعُواْ الرَّسُولَ}[4] .

وغیر ذلك من آیات تنظم تعاملهم، وتضع الحدود، وترسم معالم السلوك معه [صلی الله علیه وآله]، مما یكون الفسق والخروج عن الدین، فی تجاهله، وفی تعدیه.

هذا إلی جانب اعترافهم بما له [صلی الله علیه وآله] من فضل علیهم، وأیاد لدیهم، فإنه هو الذی أخرجهم ـ بفضل الله: من الظلمات إلی النور، ومن الضلال إلی الهدی، وأبدلهم الذل بالعز، والشقاء بالسعادة، والنار بالجنان.

مع أنهم یدعون:

أنهم قد جاؤوا مع هذا الرسول الأكرم والأعظم، فی هذا الزمان الشریف، إلی هذا المكان المقدس ـ عرفات ـ لِعبادة الله سبحانه، وطلب رضاه، معلنین بالتوبة، وبالندم علی ما فرطوا فی جنب الله، منیبین إلیه سبحانه، لیس لهم فی حطام الدنیا، وزخارفها، مطلب ولا مأرب.

ولكن مع ذلك كله: فقد رأی الجمیع بأم أعینهم: كیف أن حركة بسیطة منه [صلی الله علیه وآله] قد أظهرتهم علی حقیقتهم، وكشفت خفیّ مكرهم، وخادع زیفهم، ورأی كل أحد

[صفحه 102]

كیف أنهم: قد تحولوا إلی وحوش كاسرة، ضد نبیهم بالذات، وظهر كیف أنهم لا یوقرون رسول الله [صلی الله علیه وآله]، ویرفعون أصواتهم فوق صوته، ویجهرون له بالقول أكثر من جهر بعضهم لبعضهم، ویعصون أوامره، كل ذلك رغبة فی الدنیا، وزهداً فی الآخرة، وطلباً لحظ الشیطان، وعزوفاً عن الكرامة الإلهیة، وزهداً برضی الرحمن.



صفحه 101، 102.





    1. الآیة 1 من سورة الحجرات.
    2. الآیة 2 من سورة الحجرات.
    3. الآیة 7 من سورة الحشر.
    4. الآیة 59 من سورة النساء.